أرشيف المدونة الإلكترونية

التوسل بالنبي الأعظم بعد موته ـ مثال من آلاف الأمثلة ـ :

التوسل بالنبي الأعظم بعد موته ـ مثال من آلاف الأمثلة ـ : 



تَنْبِيهُ الهَاجِدْ إلَى مَا وَقَعَ مِنَ النَّظَرِ فى كُتُبِ الأَمَاجِدِ المؤلف: أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي محمد شريف الناشر: المحجة عدد الأجزاء: 6 (الكتاب الإلكتروني هو الأول وبداية الثاني فقط) (2/ 26)ح 521 - وأخرج الطبرانيُّ في "المعجم الصغير" (508) قال :حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب ، عن شبيب بن سعيد المكي ، عن روح بن القاسم ، عن أبي جعفر الخطمي المدين ، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنَيْف، عن عمه عثمان بن حنيف ."أن رجلًا كان يختلفُ إلى عثمانَ بن عفانً -رضي الله عنه- في حاجة له، فكان عثمانُ لا يلتفتُ إليه ولا ينظرُ في حاجته ، فلقي عثمانَ بن حُنيف ، فشكا ذلك إليه ، فقالَ له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة ، فتوضأ ، ثم ائت المسجدَ فصلِّ فيه ركعتين ، ثم قل : اللَّهُمَّ إِّني أسألكَ ، وأتَوَجَّهُ إليكَ بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي الرحمة يا محمدُ إن أتوجَّهُ بكَ إلى ربك جلَّ وعزَّ. فيقضي لي حاجتي . وتذكرُ حاجتك ورح إليَّ حتى أروحَ معك . فانطلقَ الرجل فصنعَ ما قالَ له عثمانُ ، ثم أتى بابَ عثمانَ فجاءَ البَوُّابُ حتى أخذ بيده ، فأدخله عثمانَ بن عفانَ ، فأجلسه معه على الطنفسة ، وقال : حاجتُكَ ؟ فذكرَ حاجته فقضاها له ، ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة . وقال : ما كانَتْ لكَ حاجةٍ فأتنا ، ثم إن الرجل خرج من عنده ، فلقي عثمان بن حنيف . فقال له : جَزاكَ الله خيرًا ، ما كان ينظرُ في حاجتي ولا يلتفتُ إليَّ حتى كلمْتَه في فقال عثمانُ بن حنيف : والله ما كلمْتُه ولكن شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأتاهُ ضريرٌ فشكا إليه ذَهابَ بصره ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "أفتصبر"؟ فقالَ : يا رسول الله إنه ليس لي قائدٌ ، وقد شقَّ عليَّ. فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : ؟إيت الَمْيضَأة ، فتوضأ ، ثم صلِّ ركعتين ثم ادْعُ بهذه الدعوات"، قال عثمان: فوالله ما تفرقْنا وطالَ بنا الحديثُ حتى دخلَ علينا الرجلُ كأنَّه لم يكن به ضررٌ قطُّ"قال الطبرانيُّ :"لم يروه عن روح بن القاسم ، إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكيّ ، وهو ثقةٌ وهو الذي يحدث عن ابن أحمد بن شبيب ، عن أبيه ، عن يونس بن يزيد الأبلي ، وقد روى هذا الحديث : شعبةُ ، عن أبي جفعر الخُطَميّ واسمه عمير بن يزيد ، وهو ثقةٌ ، تفرَّد به : عثمان بن عمر بن فارس ، عن شعبة ، والحديث صحيحٌ" أ.هـ.• قُلْتُ : رضي الله عنك ! فلم يتفرد به عثمان بن عمر بن فارس ، عن شعبة . فقد تابعه روح بن عبادة ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي جعفر المديني ، قال : سمعتُ عمارة بن خزيمة بن ثابت، يحدث عن عثمان بن حنيف فذكر نحوه .أخرجه أحمد (4 / 138) ، والبيهقيُّ في "الدعوات الكبير" (204) من طريق أحمد بن الوليد الفحَّام ، قالا : ثنا روح بن عبادة .وتابعه أيضًا محمد بن جعفر "غندر" ، قال : ثنا شعبة بسنده سواء نحوه أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1 / 519) قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر به .قال الحاكم : "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد" ووافقه الذهبيُّ .وصرَّح البيهقيُّ في "الدلائل" (6 / 167) بصحة إسناد حديث روح ابن عبادة ، عن شعبة .وقد تعقّب شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله الطبرانيَّ في حكمه هذا فقال في "قاعدة جليلة" (ص 195) بعد أن نقل كلام الطبراني في تفرد عثمان بن عمر عن شعبة . قال :"والطبرانيُّ ذكر تفرَّده بمبلغ علمه ، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة ، عن شعبة ، وذلك إسناًد صحيحٌ ، يبين أنه لم يتفرد به عثمان بن عمر ."انتهى كلامُهُ ).


مجمع الزوائد ومنبع الفوائد المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي الناشر : دار الفكر، بيروت - 1412 هـ عدد الأجزاء : 10 - (ج 2 / ص 565)ح 3668 - وعن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال : ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له : جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : أو تصبر ؟ فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : " ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات " فقال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط قلت روى الترمذي وابن ماجة طرفا من آخره خاليا عن القصة وقد قال الطبراني عقبه : والحديث صحيح بعد ذكر طرقه التي روي بها )




 المعجم الصغير المؤلف : سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني الناشر : المكتب الإسلامي , دار عمار - بيروت , عمان الطبعة الأولى ، 1405 – 1985 تحقيق : محمد شكور محمود الحاج أمرير عدد الأجزاء : 2- (ج 1 / ص 306)ح 508 - حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ربي جل وعز فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فأتنا ثم ان الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفتصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم إئت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة والحديث صحيح وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن النكدر عن جابر رضي الله عنه وهم فيه عون بن عمارة والصواب حديث شبيب بن سعيد)



المعجم الكبير المؤلف : سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل الطبعة الثانية ، 1404 – 1983 تحقيق : حمدي بن عبدالمجيد السلفي عدد الأجزاء : 20- (ج 9 / ص 30)ح8311


شرح سنن ابن ماجه المؤلف : السيوطي ، عبدالغني ، فخر الحسن الدهلوي الناشر : قديمي كتب خانة – كراتشي عدد الأجزاء : 1- (ج 1 / ص 99)ح1385 

مشكاة المصابيح للعلامة الشيخ ولي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي مع شرحه مرعاة المفاتيح للشيخ أبي الحسن عبيدالله بن العلامة محمد عبدالسلام المباركفوري حفظه الله عدد الأجزاء / 9[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]- (ج 8 / ص 570) ( فذكر الحديث . وزادا فيه هما وابن السني والحاكم (( فقال عثمان بن حنيف : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل عليه الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط )) . قال الطبراني بعد ذكر طرقه التي روى بها : والحديث صحيح . وقال الشوكاني في (( تحفة الذاكرين )) (ص 138) : وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله {صلى الله عليه وسلم} إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن . وقال فيه أيضًا (ص 37) في شرح قول العدة (( ويتوسل إلى الله سبحانه بأنبيائه والصالحين )) ما نصه : من التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي وغيره من حديث عثمان بن حنيف أن أعمى أتي النبي {صلى الله عليه وسلم} فذكر الحديث ). 






الموسوعة الفقهية الكويتية 1-39 وملاحق تراجم الفقهاء الموسوعة الفقهية الكتاب : الموسوعة الفقهية الكويتية المصدر: www.islam.gov.kwوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]الكتاب : ملاحق تراجم الفقهاء الموسوعة الفقهية المصدر:www.islam.gov.kw وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]- (ج 15 / ص 155) ( قال المباركفوري : قال الشّيخ عبد الغنيّ في إنجاح الحاجة : ذكر شيخنا عابد السّنديّ في رسالته والحديث - حديث الأعمى - يدلّ على جواز التّوسّل والاستشفاع بذاته المكرّم في حياته ، وأمّا بعد مماته فقد روى الطّبرانيّ في الكبير عن عثمان بن حنيف أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان . . إلى آخر الحديث . وقال الشّوكانيّ في تحفة الذّاكرين : وفي الحديث دليل على جواز التّوسّل برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اللّه عزّ وجلّ مع اعتقاد أنّ الفاعل هو اللّه سبحانه وتعالى وأنّه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ).



سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد المؤلف : محمد بن يوسف الصالحي الشامي- (ج 12 / ص 407)( الباب الخامس في ذكر من توسل به - صلى الله عليه وسلم - بعد موته روى الطبراني والبيهقي - بإسناد متصل ورجاله ثقات - عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكي إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف فشكي إليه ذلك، فقال له عثمان بن حنيف: أئت الميضأة، فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين: ثم قال: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي حاجتي، وتذكر حاجتك، ورح حتى أروح معك، فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان، فجاءه البواب حتى أخذ بيده، فأدخله على عثمان، فأجلسه معه على الطنفسة، فقال: ما حاجتك ؟ فذكرها له، وقال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فاذكرها، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته فقال له عثمان بن حنيف: والله ما كلمته، ولكني شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه ضرير، فشكى إليه ذهاب بصره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: [ أو تصبر ؟ فقال: يا رسول الله ليس لي قائد، وقد شق علي ] فقال: ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات.فقال ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا، وطال بنا الحديث، حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط (1).وقال الإمام النووي في (تهذيبه) في ترجمة (عقبة بن عامر) - رضي الله تعالى عنه -: شهد فتوح الشام، وكان البريد إلى عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - بفتح دمشق، ووصل إلى المدينة في سبعة أيام، ورجع منها إلى الشام في يومين ونصف، بدعائه عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتشفعه به في تقريب طريقه.وقال الشيخ تقي الدين بن الصلاح - في كلامه على بعض المسائل - لقد انتدب بعض العلماء لا ستقصائها يعني: معجزاته - صلى الله عليه وسلم - فجمع ألف معجزة، وعددناه مقصرا، إذ هي فوق ذلك بأضعاف لا تحصى، فإنها ليست محصورة على ما وجد في عصره منها - صلى الله عليه وسلم -، فلم تزل تتجدد بعده - صلى الله عليه وسلم - على تعاقب العصور، وذلك أن كرامات الأولياء من أمته وإجابات المتوسلين في حوائجهم ومعوناتهم، عقب توسلهم به في شدائدهم له براهين قواطع ومعجزات ).



جلاء العينين في محاكمة الأحمدين المؤلف: نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين، الآلوسي (المتوفى: 1317هـ) قدم له: علي السيد صبح المدني - رحمه الله - الناشر: مطبعة المدني عام النشر: 1401 هـ - 1981 م (ص: 497)(ويرحم الله تعالى ابن جابر حيث يقول: [طويل] :
به قد أجاب الله آدم إذ دعا ونجى في بطن السفينة نوح
وما ضرت النار الخليل لنوره ومن أجله نال الفداء ذبيح
وأما التوسل به - صلى الله عليه وسلم - بعد خلقه في مدة حياته، فمن ذلك: الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام عند القحط وعدم الأمطار. وكذلك الاستغاثة به من الجوع ونحو ذلك مما ذكرته في مقصد المعجزات، ومقصد العبادات في الاستسقاء. ومن ذلك استغاثة ذوى العاهات به - صلى الله عليه وسلم -. وحسبك ما رواه النسائي، والترمذي عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتاه - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ادع الله تعالى أن يعافيني. قال: فأمره أن يتوضأ ويحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: ((اللهم إنى أسألك واتوجه إليك بحبيبك محمد نبي الرحمة، يا محمد أنى أتوجه بك إلى ربك في حاجتى لتقضى. اللهم شفعه في)) وصححه البيهقي وزاد: فقام وقد ابصر.
وأما التوسل به - صلى الله عليه وسلم - بعد موته في البرزخ فهو أكثر من ان يحصى، او يدرك باستقصا. وفي مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام للشيخ أبي عبد الله بن النعمان طرف من ذلك ولقد كان حصل لى داء أعيا دواؤه الأطباء، وأقمت به سنين فاستغيث به - صلى الله عليه وسلم - ليلة الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة بمكة، زادها الله تعالى شرفاً، فبينما أن نائم إذا رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء أحمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف النبوى. ثم أستيقظت فلم أجد بي والله شيئاً مما كنت أجده، وحصل الشفاء ببركة النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -.وأما التوسل به - صلى الله عليه وسلم - في عرصات القيامة فمما قام عليه الإجماع، تواترت به الأخبار في حديث الشفاعة. أهـ. وقال السمهودى في تاريخ المدينة المسمى ((بخلاصة الوفا)) : التوسل والتشفيع به - صلى الله عليه وسلم - وبجاهه وببركته من سنن المرسلين، وسيرة السلف الصالحين، واستدل على ذلك أيضاً بما تقدم من حديث آدم عليه السلام والأعمى. وكذا مما رواه البيهقي والطبراني عن عثمان بن عفان بن حنيف - رضي الله عنه -: أن رجلاً لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فشكا ذلك لابن حنيف فقال له: أئت الميضاة قتوضأ ثم أئت المسجد فصل ركعتين، ثم قل: اللهم انى اسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة. يا محمد، إنى أتوجه بك إلى ربك في حاجتى لتقضى، وتذكر حاجتك. فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاءه البواب حتى اخذ بيده فادخله على عثمان - رضي الله عنه - فأجلسه معه على الطنفسة، فقال له: ما حاجتك؟ فذكر حاجته وقضاها ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى الساعة، وما كانت لك من حاجة فأذكرها. ثم خرج ذلك الرجل من عنده فلقى عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله تعالى خيراً، ما كان ينظر في حاجتى حتى كلمته. فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته! ولكنى شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أو تصبر؟ فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد، وقد يشق علي. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ائت الميضأة فتوضأ، ثم صلى ركعتين، ثم أدع بهذه الدعوات ... )) . أهـ
وبه استدل أيضاً ابن الجزرى، فذكر في ((الحصن الحصين)) : أن م آداب الدعاء أن يتوسل الداعي إلى الله تعالى بانبيائه والصالحين من عباده.
وقال ابن الحاج المالكي في كتابه ((المدخل)) ما لفظه: وأما عظيم جناب الأنبياء، والرسل صلوات الله وسلامه عليهم فياتى إليهم الزائر، ويتعين قصدهم من الأماكن البعيدة. فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل، والانكسار، والمسكنة، الفقر والفاقة، والاضطرار، والخضوع، ويحضر قلبه وخاطره إليهم، وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره، لأنهم لا يبلون ولا يتغيرون، ويثني على الله بما هو أهله، ثم يصلى عليهم، ويترضى عن أصحابهم، ويترحم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم يتوسل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه، ويستغيث بهم ويطلب حوائجه منهم، ويحزم بالإجابة ببركتهم، ويقوى حسن ظنه في ذلك، وانهم باب الله تعالى المفتوح، وجرت سنة الله سبحانه على قضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم. ومن عجز الوصول إليهم فليرسل بالسلام عليهم ويذكر ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه، وستر عيوبه، إلى غير ذلك. فإنهم السادة الكرام لا يردون من سألهم ولا من توسل بهم، ولا من لجأ غليهم، وهذه في زيارة الأنبياء عليهم السلام. وأما زيارة نبينا - صلى الله عليه وسلم - فيزيد على ما ذكرنا اضعافاً مضاعفة. أهـ.
وقال صاحب المبدع: يستحب الاستسقاء بمن ظهر صلاحه، لأنه اقرب إلى الإجابة، وقد استسقى عمر بالعباس - رضي الله عنه -، واستسقى معاوية بيزيد بن أبي الأسود الحرشي التابعي المشهور... ).