إبن تيمية الحراني يرى النبي الأعظم في المنام و يسأله مسائل و يجيبه عن مسألة أشكلت عليه .
إعلام الموقعين عن رب العالمين
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
تحقيق: محمد عبد السلام إبراهيم
الناشر: دار الكتب العلمية - ييروت
الطبعة: الأولى، 1411هـ - 1991م
عدد الأجزاء: 4
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ج 3 / ص 300 /
- وَقَالَ شَيْخُنَا: كَانَ يُشْكِلُ عَلَيَّ أَحْيَانًا حَالُ مَنْ أُصَلِّي عَلَيْهِ الْجَنَائِزَ، هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ أَوْ مُنَافِقٌ؟ فَرَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَنَامِ فَسَأَلْته عَنْ مَسَائِلَ عَدِيدَةٍ مِنْهَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ الشَّرْطَ الشَّرْطَ، أَوْ قَالَ: عَلِّقْ الدُّعَاءَ بِالشَّرْطِ،.. ))
|
تاريخ التسجيل: 21-05-07
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,856
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه سأله عن أشياء منها أنه قدم إلي شيخ الإسلام ابن تيمية أموات يجهل حالهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام عليك بالشرط يا أحمد وأحمد اسم شيخ الإسلام أبن تيمية عليك بالشرط يعني معناه اشترط عند الدعاء له إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وبهذا يتخلص من الشك أو الإثم إن صلى عليه وهو غير مسلم إذن أجبنا على الشق الأول وهو إتباع الجنازة وبينا أنه سنة وأن فيه أجراً كبيراً.
![]() |
#1
| |||
| |||
![]()
http://www.ibnothaimeen.com/
إذا عُرضَتْ جنازة والإنسان يشك في كونه مسلماً سواء من الأجانب الذين لا نعرف عن حالهم شيئاً إلا أنه مسلم أو كان من المواطنين الذين كثر في بعضهم النفاق وكثر في بعضهم الردة كترك الصلاة مثلاً فإن الإنسان إذا قدمت له جنازة على هذا الوجه الذي يشك فيه فإن ثمت طريقاً يتمكن فيه من الخلاص وذلك بأن يشترط فيقول إذا تقدم للصلاة عليها وأراد الدعاء لها يقول اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وعافيه إلي أخره... فيستثني ويشترط ويدل لهذا أن الاشتراط في الدعاء واقع في القرآن وفي آيات اللعان يقول الرجل وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين "وتقول المرأة " وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فُعَلِّق الدعاء بالشرط فكذلك هنا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه سأله عن أشياء منها أنه قدم إلي شيخ الإسلام ابن تيمية أموات يجهل حالهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام عليك بالشرط يا أحمد وأحمد اسم شيخ الإسلام أبن تيمية عليك بالشرط يعني معناه اشترط عند الدعاء له إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وبهذا يتخلص من الشك أو الإثم إن صلى عليه وهو غير مسلم إذن أجبنا على الشق الأول وهو إتباع الجنازة وبينا أنه سنة وأن فيه أجراً كبيراً. نعلم إختلاف العلماء في حكم صلاة الجنازة على الميت تارك الصلاة،وهذا لإختلاف القول في حكم تكفيره،وترك الصلاة عليه زجرا لأمثاله، وإن كان بعضهم يرى أن يصلي عليه بعض المسلمين،إتقاء الفتنة،ونفس الأمر بالنسبة لمن مات ولا يُعلم إسلامه،وإعمال مدى توافق الأصل والظاهر في هذه المسألة. ولكن سؤالي من خلال ما جاء في فتوى الشيخ ابن عثيمين،رحمه الله ،هو: هل هناك من العلماء غير ابن عثيمين ،من يقول بتعليق الدعاء بالشرط على الميت كتارك الصلاة ومن لا يعلم إسلامه؟ وما وجه إستدلاله بالآية،و بما نقله عن الإمام ابن القيم من رؤيا ابن تيمية؟وفي أي كتاب ورد هذا النقل؟ وهل يصح قياس هذا على من مات منتحرا؟ أرجو التوضيح.
__________________
رضيت بما قسم الله لي ... وفوضت أمري إلى خالقي
كما أحسن الله فيما مضى ... كذلك يحسن فيما بقي |
#2
| |||
| |||
![]()
1 -ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام في كتابه الماتع ( إعلام الموقعين ) وسرد أدلة كثيرة على جواز تعليق الدعاء على الشرط ومنها الدعاء للميت فالعلامة ابن عثيمين رحمه الله قد سُبق إلى هذا القول وأنقل لك كلام ابن القيم بنصه عسى أن تكون فيه فائدة :
[ هَلْ تُعَلَّقُ التَّوْبَةُ بِالشَّرْطِ ؟ ] فَإِنْ قِيلَ : هَذَا تَعْلِيقٌ لِلتَّوْبَةِ أَوْ الْإِسْلَامِ بِالشَّرْطِ ، وَلَا يَصِحُّ تَعْلِيقُهُ بِشَرْطٍ . قِيلَ : هَذَا مِنْ قِلَّةِ فِقْهِ مُورِدِهِ ؛ فَإِنَّ التَّوْبَةَ لَا تَصِحُّ إلَّا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ ، تَلَفَّظَ بِهِ أَوْ لَمْ يَتَلَفَّظْ بِهِ ، وَكَذَلِكَ تَجْدِيدُ الْإِسْلَامِ لَا يَصِحُّ إلَّا بِشَرْطِ أَنْ يُوجَدَ مَا يُنَاقِضُهُ فَتَلَفُّظُهُ بِالشَّرْطِ تَأْكِيدٌ لِمُقْتَضَى عَقْدِ التَّوْبَةِ وَالْإِسْلَامِ ، وَهَذَا كَمَا إذَا قَالَ : " إنْ كَانَ هَذَا مِلْكِي فَقَدْ بِعْتُك إيَّاهُ " فَهَلْ يَقُولُ أَحَدٌ : إنَّ هَذَا بَيْعٌ مُعَلَّقٌ بِشَرْطٍ فَلَا يَصِحُّ ؟ وَكَذَلِكَ إذَا قَالَ : " إنْ كَانَتْ هَذِهِ امْرَأَتِي فَهِيَ طَالِقٌ " لَا يَقُولُ أَحَدٌ : إنَّهُ طَلَاقٌ مُعَلَّقٌ ، وَنَظَائِرُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ ، وَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لِعِبَادِهِ التَّعْلِيقَ بِالشُّرُوطِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ يَحْتَاجُ إلَيْهِ الْعَبْدُ ، حَتَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ كَمَا { قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ شَكَتْ إلَيْهِ وَقْتَ الْإِحْرَامِ ، فَقَالَ : حُجِّي وَاشْتَرِطِي عَلَى رَبِّك فَقَوْلِي : إنْ حَبَسَنِي حَابِسٌ فَمَحَلِّي حَيْثُ حَبَسْتنِي ، فَإِنَّ لَك مَا اشْتَرَطْت عَلَى رَبِّك } فَهَذَا شُرِعَ مَعَ اللَّهِ فِي الْعِبَادَةِ ، وَقَدْ شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ لِحَاجَةِ الْأُمَّةِ إلَيْهِ ، وَيُفِيدُ شَيْئَيْنِ : جَوَازُ التَّحَلُّلِ ، وَسُقُوطُ الْهَدْيِ ، وَكَذَلِكَ الدَّاعِي بِالْخِيَرَةِ يَشْتَرِطُ عَلَى رَبِّهِ فِي دُعَائِهِ ، فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ إنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي عَاجِلُهُ وَآجِلُهُ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ، فَيُعَلِّقُ طَلَبَ الْإِجَابَةِ بِالشَّرْطِ لِحَاجَتِهِ إلَى ذَلِكَ لِخَفَاءِ الْمَصْلَحَةِ عَلَيْهِ . وَكَذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَطَ عَلَى رَبِّهِ أَيُّمَا رَجُلٍ سَبَّهُ أَوْ لَعَنَهُ وَلَيْسَ لِذَلِكَ بِأَهْلٍ أَنْ يَجْعَلَهَا كَفَّارَةً لَهُ وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا إلَيْهِ ، وَهَذَا تَعْلِيقٌ لَلْمُدَّعُو بِهِ بِشَرْطِ الِاسْتِحْقَاقِ . وَكَذَلِكَ الْمُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ شُرِعَ لَهُ تَعْلِيقُ الدُّعَاءِ بِالشَّرْطِ ، فَيَقُولُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ ، إنْ كَانَ مُحْسِنًا فَتَقَبَّلْ حَسَنَاتِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِ ؛ فَهَذَا طَلَبٌ لِلتَّجَاوُزِ عَنْهُ بِشَرْطٍ ، فَكَيْفَ يُمْنَعُ تَعْلِيقُ التَّوْبَةِ بِالشَّرْطِ ؟ وَقَالَ شَيْخُنَا : كَانَ يُشْكِلُ عَلَيَّ أَحْيَانًا حَالُ مَنْ أُصَلِّي عَلَيْهِ الْجَنَائِزَ ، هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ أَوْ مُنَافِقٌ ؟ فَرَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَسَأَلْته عَنْ مَسَائِلَ عَدِيدَةٍ مِنْهَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ ، فَقَالَ : يَا أَحْمَدُ الشَّرْطَ الشَّرْطَ ، أَوْ قَالَ : عَلِّقْ الدُّعَاءَ بِالشَّرْطِ ، وَكَذَلِكَ أَرْشَدَ أُمَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى تَعْلِيقِ الدُّعَاءِ بِالْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ بِالشَّرْطِ فَقَالَ : { لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إذَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي } . وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : { وَإِذَا أَرَدْت بِعِبَادِك فِتْنَةً فَتَوَفَّنِي إلَيْك غَيْرَ مَفْتُونٍ } وَقَالَ : { الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ ، إلَّا شَرْطًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا } . 2 - وجه استدلاله بالاية الكريمة أن في الاية دعاء معلقا بالشرط ، ففي اللعان يدعو الرجل على نفسه في المرة الخامسة باللعنة إن كان من الكاذبين فهو هنا علق الدعاء على نفسه بشرط كونه من الكاذبين ،وأيضا المرأة تدعو على نفسها بغضب الله إن كان زوجها صادقا وهي كاذبة ، فهي هنا أيضا علقت الدعاء على شرط . 3 - وجه استدلاله برؤيا شيخ الإسلام من باب الاستئناس فالرؤيا ليست دليلا شرعيا ولكن يستأنس بها فقط فشيخ الإسلام كان يتحير في الدعاء لمن يشك في كفرهم فاستأنس بالرؤيا بأنه يشترط في دعائه فيقول مثلا اللهم أنت أعلم بسرهم فإن كانوا مسلمين فارحمهم ، وكما نرى فهناك أدلة كثيرة - سردها ابن القيم - على تعليق الدعاء بالشرط ، وأتت الرؤيا كاستئناس وليست هي عمدتهم في الباب . 4 - أما الصلاة على تارك الصلاة فهي على حسب ما يراه في حكم تارك الصلاة فمنهم من يرى أنه كافر كفرا أصغر لا يخرجه عن الملة فسيعامله معاملة المسلمين ويدعو له ، ومنهم من يرى أنه يكفر بترك فريضة أو فريضتين أو ثلاث فلن يصلي عليه ، ومنهم من يرى أنه لا يكفر إلا إن دعاه الإمام ( الحاكم ) وأصر على تركه للصلاة وقبل دعوة الإمام لا يكفر وهكذا يختلف الأمر بما يراه الإنسان . 5 - أما المنتحر فإنه يصلى عليه على الصحيح من أقوال أهل العلم ويعامل معاملة المسلمين ، ويجوز لأهل الفضل أن لا يصلوا عليه لا لأنهم يكفرونه لكن لعصيانه ولردع غيره أن يفعل مثل تلك الفعلة الشنيعة * قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه : " حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ الْكُوفِيُّ أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ" قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث : " قَوْله : ( أُتِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسه بِمَشَاقِص فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ ) الْمَشَاقِص : سِهَام عِرَاض ، وَاحِدهَا مِشْقَص بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْقَاف ، وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِمَنْ يَقُول : لَا يُصَلَّى عَلَى قَاتِل نَفْسه لِعِصْيَانِهِ ، وَهَذَا مَذْهَب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَالْأَوْزَاعِيِّ ، وَقَالَ الْحَسَن وَالنَّخَعِيُّ وَقَتَادَةُ وَمَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء : يُصَلَّى عَلَيْهِ ، وَأَجَابُوا عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ زَجْرًا لِلنَّاسِ عَنْ مِثْل فِعْله ، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الصَّحَابَة ، وَهَذَا كَمَا تَرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاة فِي أَوَّل الْأَمْر عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْن زَجْرًا لَهُمْ عَنْ التَّسَاهُل فِي الِاسْتِدَانَة وَعَنْ إِهْمَال وَفَائِهِ ، وَأَمَرَ أَصْحَابه بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَلُّوا عَلَى صَاحِبكُمْ " . قَالَ الْقَاضِي : مَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة الصَّلَاة عَلَى كُلّ مُسْلِم وَمَحْدُود وَمَرْجُوم وَقَاتِل نَفْسه وَوَلَد الزِّنَا . وَعَنْ مَالِك وَغَيْره : أَنَّ الْإِمَام يَجْتَنِب الصَّلَاة عَلَى مَقْتُول فِي حَدٍّ ، وَأَنَّ أَهْل الْفَضْل لَا يُصَلُّونَ عَلَى الْفُسَّاق زَجْرًا لَهُمْ ." 6 - لكن ينبغي التنبيه على أمر في غاية الخطورة وهو أن اليقين لا يزول بالشك فكل من ثبت إسلامه بيقين لا يخرج منه إلا بيقين ، ومن ثبت إسلامه وشككنا في كفره فهو ما زال مسلما ؛ لأن ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين مثله ، أما كلام شيخ الإسلام فيكون في أضيق الأحوال و لا يحدد المسألة إلا عالم بصير بقواعد التكفير ، فالكلام في الإيمان والكفر لا يترك لعامة الناس . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . |
#3
| |||
| |||
![]()
بارك الله فيكم على هذا التوضيح،
وهذا نقل آخر لابن القيم يتحدث فيه عن التعليق بالشرط عموما،من كتابه (أحكام أهل الذمة ) [والأصل في الشروط الصحة والمسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا وكذلك الهبة يجوز تعليقها بالشرط كما ثبت ذلك في قوله أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لك . وكذلك هبة الثواب يجوز تعليقها بالشرط نحو اللهم إن كنت قبلت مني هذا العمل فاجعل ثوابه لفلان . وكذلك الدعاء في صلاة الجنازة يجوز تعليقه بالشرط نحو اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه .] وبالنسبة لسؤالي أعلاه عمن مات منتحرا،فاني قصدت بالقياس، تعليق الدعاء بالشرط عند الصلاة عليه،ولم أقصد حكم صلاة الجنازة. و تكميلا للفائدة، مادمنا نتحدث عن تعليق الشرط في الدعاء على وجه التحديد،كيف نوافق بين ما تبين أعلاه وبين ما ورد من كراهة تعليق الدعاء كما جاء في الحديث: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له ) رواه البخاري و مسلم . هل الكراهة هنا لتقييد استجابة الدعاء بمشيئة الله،والذي يتنافى مع الغرض من الدعاء؟أم لسبب آخر؟
__________________
رضيت بما قسم الله لي ... وفوضت أمري إلى خالقي
كما أحسن الله فيما مضى ... كذلك يحسن فيما بقي |
#4
| |||
| |||
![]()
1 - قال الإمام النووي رحمه الله في هذا الحديث : "قَالَ الْعُلَمَاء : عَزْم الْمَسْأَلَة الشِّدَّة فِي طَلَبهَا ، وَالْجَزْم مِنْ غَيْر ضَعْف فِي الطَّلَب ، وَلَا تَعْلِيق عَلَى مَشِيئَة وَنَحْوهَا ، وَقِيلَ : هُوَ حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى فِي الْإِجَابَة . وَمَعْنَى الْحَدِيث : اِسْتِحْبَاب الْجَزْم فِي الطَّلَب ، وَكَرَاهَة التَّعْلِيق عَلَى الْمَشِيئَة ، قَالَ الْعُلَمَاء : سَبَب كَرَاهَته أَنَّهُ لَا يَتَحَقَّق اِسْتِعْمَال الْمَشِيئَة إِلَّا فِي حَقِّ مَنْ يَتَوَجَّه عَلَيْهِ الْإِكْرَاه ، وَاَللَّه تَعَالَى مُنَزَّه عَنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِر الْحَدِيث : فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِه لَهُ ، وَقِيلَ : سَبَب الْكَرَاهَة أَنَّ فِي هَذَا اللَّفْظ صُورَة الِاسْتِعْفَاء عَلَى الْمَطْلُوب وَالْمَطْلُوب مِنْهُ ."
إذن فالعلة من المنع على قولين: أ - أن المشيئة لا تستعمل إلا في حق من يجوز عليه الإكراه ، والله منزه عن ذلك ب - أن الدعاء بهذه الصيغة فيه صورة للاستغناء عن الدعاء وكأن الداعي ليس شغوفا بتحقق الإجابة وهاتان العلتان ليستا موجودتين في المسألة السابقة . 2 - قلنا إننا نعامل كل المسلمين سواء كانوا فساقا أو غيرهم على أنهم من المسلمين إلا إن ظهر منهم قول كفري أو فعل كفري وأقيمت عليه الحجة الواضحة الظاهرة أو كان مثل هذه الأمور لا يحتمل فيها الجهل كسب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذا يعامل معاملة المرتد . 3 - وجزاك الله خيرا على النقولات الجديدة والفوائد النافعة . |
#6
| |||
| |||
![]()
زدكم الله علما وحلما وبارك فيكم ...
|
![]() |
« الموضوع السابق | الموضوع التالي »
|
الساعة الآن 01:06 AM.




