الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

وثيقة // إعتقاد محمد بن عبد الوهاب مخرب التوحيد بحديث الغرانيق


الكتاب: مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (المتوفى: 1206هـ) الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى، 1418هـ عدد الصفحات: 336 عدد الأجزاء: 1 


[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]

----------------------------------------------------

رجلا وأربع نسوة. وكان أول من هاجر إليها: عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وستر قوم إسلامهم.
وممن خرج: الزبير وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة وامرأته رضي الله عنهم. خرجوا متسللين سرا، فوفق الله لهم ساعة وصولهم إلى الساحل سفينتين للتجار. فحملوهم إلى الحبشة، وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر. فلم يدركوا منهم أحدًا. وكان خروجهم في رجب. فأقاموا بالحبشة شعبان ورمضان. ثم رجعوا إلى مكة في شوال، لما بلغهم: أن قريشا صافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكَفُّوا عنه.
وكان سبب ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم. فلما بلغ: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى - وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم: 19 - 20] (1) ألقى الشيطان على لسانه: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى" فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، وقد علمنا أن الله يخلق ويرزق ويحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع عنده. فلما بلغ السجدة سجد، وسجد معه المسلمون والمشركون كلهم. إلا شيخًا من قريش. رفع إلى جبهته كفا من حصى فسجد عليه. وقال: يكفيني هذا (2) .
فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا،

-----------------------------------------------------

(1) الآيتان 19، 20 من سورة النجم.

(2) قد حقق المحدثون: أن قصة الغرانيق واهية. قال القاضي عياض: إن من ذكرها من المفسرين وغيرهم لم يسندها أحد منهم. ولا رفعها إلى صاحب إلا رواية البزار. وقد بين البزار: أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره، سوى ما ذكره، وفيه ما فيه. اهـ. وإنما سجد المشركون حين أخذتهم عظمة القرآن بقوة أسلوبه وعظمة آياته. وحلال سحره، وعذوبة ألفاظه، وحلاوته الأخاذة. وبالأخص حين قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتلاه حق تلاوته.=

ج 1 ص 87.


وخاف من الله خوفا عظيما، فأنزل الله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} [الحج: 52] الآيات (1) (2) .
ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم على سب آلهتهم، عادوا إلى شر مما كانوا عليه، وازدادوا شدة على من أسلم.
[الهجرة الثانية إلى الحبشة]
الهجرة الثانية إلى الحبشة فلما قرب مهاجرة الحبشة من مكة، وبلغهم أمرهم، توقفوا عن الدخول. ثم دخل كل رجل في جوار رجل من قريش. ثم اشتد عليهم البلاء والعذاب من قريش وسطت بهم عشائرهم، وصعب عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره. فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى الحبشة مرة ثانية. فخرجوا.
وكان عدة من خرج في المرة الثانية: ثلاثة وثمانين رجلا - إن كان فيهم عمار بن ياسر - ومن النساء تسع عشر امرأة.
فلما سمعوا بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، رجع منهم ثلاثة وثلاثون رجلا، ومن النساء ثمان. ومات منهم رجلان بمكة. وحبس سبعة. وشهد بدرًا منهم أربعة وعشرون رجلا.
ج 1 ص 88.

















............