الكتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء: 10
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
------------------------------ ------
وَإِنَّمَا تَمَثَّلَهَا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَمِرَانِ الْهَمْدَانِيُّ:
جَرَّدْتُ سَيْفِي فِي رِجَالِ الْأَزْدِ ... أَضْرِبُ فِي كَهَوْلِهِمْ وَالْمُرْدِ
كُلَّ طَوِيلِ السَّاعِدَيْنِ نَهْدِ
وَرَجَعَتْ رَبِيعَةُ الْكُوفَةَ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَقُتِلَ عَلَى رَايَتِهِمْ، وَهُمْ فِي الْمَيْسَرَةِ: زَيْدٌ، وَعَبْدُ بْنِ رَقَبَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ رَاشِدِ بْنِ سَلْمَى وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ هَدَيْتَنَا مِنَ الضَّلَالَةِ، وَاسْتَنْقَذْتَنَا مِنَ الْجَهَالَةِ، وَابْتَلَيْتَنَا بِالْفِتْنَةِ، فَكُنَّا فِي شُبْهَةٍ وَعَلَى رِيبَةٍ وَقَتْلٍ. وَاشْتَدَّ الْأَمْرُ حَتَّى لَزِقَتْ مَيْمَنَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِقَلْبِهِمْ وَمَيْسَرَةُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بِقَلْبِهِمْ، وَمَنَعُوا مَيْمَنَةَ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَخْتَلِطُوا بِقَلْبِهِمْ وَإِنْ كَانُوا إِلَى جَنْبِهِمْ، وَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ مَيْسَرَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِمَيْمَنَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا رَأَى الشُّجْعَانُ مِنْ مُضَرِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ الصَّبْرَ تَنَادَوْا: طَرِّفُوا إِذَا فَرَغَ الصَّبْرُ، فَجَعَلُوا يَقْصِدُونَ الْأَطْرَافَ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلَ، فَمَا رُؤِيَ وَقْعَةٌ كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْهَا قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، وَلَا أَكْثَرَ ذَرَاعًا مَقْطُوعَةً وَلَا رِجْلًا مَقْطُوعَةً، وَأُصِيبَتْ يَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابٍ قَبْلَ قَتْلِهِ. فَنَظَرَتْ عَائِشَةُ مِنْ يَسَارِهَا فَقَالَتْ: مَنِ الْقَوْمُ عَنْ يَسَارِي؟ قَالَ صَبْرَةُ بْنُ شَيْمَانَ: بَنُوكِ الْأَزْدُ. فَقَالَتْ: يَا آلَ غَسَّانَ حَافِظُوا الْيَوْمَ [عَلَى] جِلَادِكُمُ الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُ بِهِ، وَتَمَثَّلَتْ:
وَجَالَدَ مِنْ غَسَّانَ أَهْلُ حِفَاظِهَا ... وَهِنْبٌ وَأَوْسٌ جَالَدَتْ وَشَبِيبُ
فَكَانَ الْأَزْدُ يَأْخُذُونَ بَعْرَ الْجَمَلِ يَشُمُّونَهُ وَيَقُولُونَ: بَعْرُ جَمَلِ أُمِّنَا رِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ. وَقَالَتْ لِمَنْ عَنْ يَمِينِهَا: مَنِ الْقَوْمُ عَنْ يَمِينِي؟ قَالُوا: بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ. قَالَتْ: لَكُمْ يَقُولُ الْقَائِلُ:
وَجَاؤُوا إِلَيْنَا فِي الْحَدِيدِ كَأَنَّهُمْ ... مِنِ الْعِزَّةِ الْقَعْسَاءِ بَكْرُ بْنُ وَائِلِ
إِنَّمَا بِإِزَائِكُمْ عَبْدُ الْقَيْسِ. فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَأَقْبَلَتْ عَلَى كَتِيبَةٍ بَيْنَ
ج 2 ص 306
الكتاب: تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) (صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي، المتوفى: 369هـ) الناشر: دار التراث - بيروت الطبعة: الثانية - 1387 هـ عدد الأجزاء: 11
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
------------------------------ -----------------
أنا ابن حسان بن خوط وأبي ... رسول بكر كلها إِلَى النَّبِيّ
وَقَالَ ابنه:
أنعى الرئيس الْحَارِث بن حسان ... لآل ذهل ولآل شيبان
وَقَالَ رجل من ذهل:
تنعى لنا خير امرئ من عدنان ... عِنْدَ الطعان ونزال الأقران
وقتل رجال من بنى محدوج، وكانت الرياسة لَهُمْ من أهل الْكُوفَة، وقتل من بني ذهل خمسة وثلاثون رجلا، فَقَالَ رجل لأخيه وَهُوَ يقاتل: يَا أخي، مَا أحسن قتالنا إن كنا عَلَى حق! قَالَ: فإنا عَلَى الحق، إن الناس أخذوا يمينا وشمالا، وإنما تمسكنا بأهل بيت نبينا، فقاتلا حَتَّى قتلا وكانت رياسة عبد القيس من أهل الْبَصْرَة- وكانوا مع على- لعمرو بن مرحوم، ورياسه بكر بن وائل لشقيق بن ثور، والراية مع رشراشه مولاه، ورياسه الأزد من أهل الْبَصْرَة- وكانوا مع عَائِشَة- لعبد الرَّحْمَن بن جشم بن أبي حنين الحمامي- فِيمَا حَدَّثَنِي عَامِر بن حفص، ويقال لصبرة بن شيمان الحداني- والراية مع عَمْرو بن الأشرف العتكي، فقتل وقتل مَعَهُ ثلاثة عشر رجلا من أهل بيته.
حَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى، عن أبي عكاشة الهمداني، عن رفاعة البجلي، عن ابى البختري الطائي، قال:
ج 4 ص 522
أطافت ضبة والأزد بعائشة يوم الجمل، وإذا رجال من الأزد يأخذون بعر الجمل فيفتونه ويشمونه، ويقولون: بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك، ورجل من أَصْحَاب علي يقاتل ويقول:
جردت سيفي فِي رجال الأزد ... أضرب فِي كهولهم والمرد
كل طويل الساعدين نهد.
وماج الناس بعضهم في بعض، فصرخ صارخ: اعقروا الجمل، فضربه بجير بن دلجة الضبي من أهل الْكُوفَة، فقيل لَهُ: لم عقرته؟ فقال:
رايت قومى يقتلون، فخفت أن يفنوا، ورجوت إن عقرته أن يبقى لَهُمْ بقية.
حَدَّثَنِي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصلت بن دينار، قَالَ: انتهى رجل من بني عقيل إِلَى كعب بن سور- رحمه اللَّه- وَهُوَ مقتول، فوضع زج رمحه فِي عينيه، ثُمَّ خضخضه، وَقَالَ: مَا رأيت مالا قط أحكم نقدا مِنْكَ.
حدثني عمر، قال: حدثنا أبو الحسن، قال: حَدَّثَنَا عوانة، قَالَ:
اقتتلوا يوم الجمل يَوْمًا إِلَى الليل، فَقَالَ بعضهم:
شفى السيف من زَيْد وهند نفوسنا ... شفاء ومن عيني عدي بن حاتم
صبرنا لَهُمْ يَوْمًا إِلَى الليل كله ... بصم القنا والمرهفات الصوارم
وَقَالَ ابن صامت:
يَا ضب سيري فإن الأرض واسعة ... عَلَى شمالك إن الموت بالقاع
كتيبة كشعاع الشمس إذ طلعت ... لها أتي إذا مَا سال دفاع
إذا نقيم لكم فِي كل معترك ... بالمشرفية ضربا غير إبداع
حَدَّثَنَا العباس بن مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا روح بن عبادة، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، عن أبي رجاء، قَالَ: رأيت رجلا قَدِ اصطلمت أذنه، قلت:
ج 4 ص 523
الكتاب إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ) المحقق: محمد عبد الحميد النميسي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م عدد الأجزاء: 15
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
------------------------------ ------------------
ج 13 ص 245
الكتاب: نهاية الأرب في فنون الأدب المؤلف: أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، شهاب الدين النويري (المتوفى: 733هـ) الناشر: دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة الطبعة: الأولى، 1423 هـ عدد الأجزاء: 33
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
------------------------------ ---------------
فكانت الأزد يأخذون [1] بعر الجمل فيشمّونه ويقولون: بعر جمل أمّنا ريحه ريح المسك!.
وقالت لمن عن يمينها: من القوم عن يمينى؟ قالوا بكر بن وائل.
قالت: لكم يقول القائل:
وجاءوا إلينا فى الحديد كأنّهم ... من العزّة القعساء [2] بكر بن وائل
إنّما بإزائكم عبد القيس. فاقتتلوا أشدّ من قتالهم قبل ذلك.
وأقبلت على كتيبة بين يديها فقالت: من القوم؟ قالوا بنو ناجية. قالت: بخ بخ [3] ! سيوف أبطحيّة [4] قرشية! فجالدوا جلادا يتفادى منه.
ثم أطافت بها بنو ضبة، فقالت: ويها [5] ! جمرة الجمرات [6] فلما رقّوا خالطهم بنو عدىّ بن عبد مناه، وكثروا حولها، فقالت:
من أنتم؟ قالوا: بنو عدىّ خالصنا إخواننا، فأقاموا رأس الجمل، وضربوا ضربا ليس بالتعذير [7] ، ولا يعدلون بالتّطريف، حتّ
ج 20 ص 72
.....................