الكتاب: الدرر السنية في الأجوبة النجدية المؤلف: علماء نجد الأعلام المحقق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم الطبعة: السادسة، 1417هـ/1996م عدد الأجزاء: 16
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
------------------------------ -------
الصالحين، وغيرهم، قاموا يجادلون، ويلبسون على الناس; ويقولون: كيف تكفرون المسلمين؟ كيف تسبون الأموات؟ آل فلان، أهل ضيف، آل فلان أهل كذا وكذا
ومرادهم بهذا، لئلا يتبين معنى لا إله إلا الله، ويتبين: أن الاعتقاد في الصالحين النفع والضر، ودعاءهم، كفر ينقل عن الملة; فيقول الناس لهم: إنكم قبل ذلك جهال، لأي شيء لم تأمرونا بهذا؟!
وأنا أخبركم عن نفسي والله الذي لا إله إلا هو، لقد طلبت العلم، واعتقد من عرفني أن لي معرفة، وأنا ذلك الوقت، لا أعرف معنى لا إله إلا الله، ولا أعرف دين الإسلام، قبل هذا الخير الذي من الله به؛ وكذلك مشايخي، ما منهم رجل عرف ذلك
فمن زعم من علماء العارض: أنه عرف معنى لا إله إلا الله، أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت، أو زعم من مشايخه أن أحدا عرف ذلك، فقد كذب وافترى، ولبس على الناس، ومدح نفسه بما ليس فيه; وشاهد هذا: أن عبد الله بن عيسى، ما نعرف في علماء نجد، لا علماء العارض، ولا غيره، أجل منه، وهذا كلامه يصل إليكم إن شاء الله
فاتقوا الله عباد الله، ولا تكبروا على ربكم، ولا نبيكم، واحمدوه سبحانه، الذي من عليكم، ويسر لكم من
ج 10 ص 51
الكتاب احتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله) المؤلف: مرفت بنت كامل بن عبد الله أسرة الناشر: دار الوطن عدد الأجزاء: 1
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
------------------------------ -------------
ومما يدل على عدم اهتمام السواد الأعظم من العلماء حينئذ بتعلم وتعليم التوحيد قول الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
"والله الذي لا إله إلا هو لقد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معنى لا إله إلا الله, ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخير الذي من الله به, وكذلك مشايخي ما فيهم رجل عرف ذلك, فمن زعم من علماء العارض4 أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت, أو زعم عن مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب
ص 76
وافترى ولبس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه" 1.
ومهما يكن من أمر فإن هؤلاء العلماء مع قلتهم قد تحول أكثرهم مع الزمن إلى عقول جامدة لا تنشط إلى تفكير جديد ولا محاولة للإصلاح والتجديد2, فقد كانوا بقية لا طاقة لها بالنهي عن الفساد في الأرض أثرهم في ما معهم من علم كأثر من ينقل ولا يعقل ويهرف بما لا يعرف, فوقفوا عند حد حمل الأسفار وترديد المتون مقلدين غير مجتهدين فضلا عن أن غاياتهم من العلم قد انحطت3 وانحصرت في التأهيل لتولي القضاء كما سبقت الإشارة إليه4.
هذا باختصار ما يتعلق بالحالة العلمية في منطقة نجد, أما بالنسبة للحالة العلمية في العالم الإسلامي فليست بأحسن حالا منها في نجد, فلقد أخذ الجمود من المسلمين مأخذه حتى أنهم أقاموا لكل مذهب من المذاهب الفقهية فقيها وإماما, وتعددت الجماعات في المسجد الواحد كل ينتصر لمذهبه وكل يصلي خلف إمام مذهبه, وبذلك يقف المسلمون لصلاة الجماعة وراء كثير من إمام حسب المذاهب الموجودة في ذلك المسجد, كما أن الإفتاء في أي مسألة حسب مذهب السائل, وأحاطوا هذه المذاهب بالقدسية والعظمة, وحرم على الناس خروجهم عنها, وأغلق باب الاجتهاد بمغاليق من حديد5 ومن ثم غابت الصفوة من العلماء الذين ينهضون بتكليف الأمر
ص 77
.....................