السبت، 14 مارس 2020

وثيقة // علاج عمري لمن لا يريد أن يحتلم ! ((من كتب اسم عمر على صدره لم يحتلم ))

الكتاب: روح البيان المؤلف: إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء (المتوفى: 1127هـ) الناشر: دار الفكر - بيروت 
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة التفاسير] 
--------------------------------------

أصحابه وهم يسألون اسلم وكان يقول لهم خرج فلان وفلان وابو بكر يضربه بالعصا ويقول له كذبت أتجبن الناس فقال عليه السلام (ان صدقكم ضربتموه وان كذبكم تركتموه) فعلموا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرف أمرهم فساروا حتى نزلوا فى كثيب اعفر اى فى تل من الرمل الأحمر تسوخ فيه الاقدام اى تدخل وتغيب على غير ماء بالجانب الأقرب من المدينة من الوادي ونزل المشركون بجانبه الا بعد من المدينة الأقرب الى مكة والوادي بينهما ثم باتوا ليلتهم تلك وناموا ثم استيقظوا وقد اجنب أكثرهم وغلب المشركون على ماء بدر وليس معهم ماء فتمثل لهم الشيطان فوسوس إليهم وقال أنتم يا اصحاب محمد تزعمون انكم على الحق وانكم اولياء الله وفيكم رسوله وانكم تصلون على غير وضوء وعلى الجنابة وقد عظشتم ولو كنتم على الحق ما سبقكم المشركون الى الماء وغلبوكم عليه وما ينتظرون الا ان يضعفكم العطش فاذا قطع أعناقكم مشوا إليكم فقتلوا من أحبوا وساقوا بقيتكم الى مكة فحزنوا حزنا شديدا فاشفقوا فانزل الله عليهم المطر ليلا حتى سال الوادي وامتلأ من الماء فاغتسل المسلمون وتوضأوا وشربوا وسقوا دوابهم وبنوا على عدوته اى جانبه حياضا واشتد الرمل وتلبدت بذلك ارضهم واوحل ارض عدوهم حتى ثبتت عليها الاقدام وزالت وسوسة الشيطان وطابت النفوس وقويت القلوب وتهيأوا للقتال من الغد فذلك قوله تعالى إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ اى اذكروا ايها المؤمنون وقت جعل الله النعاس وهو أول النوم قبل ان يثقل عاشيا لكم ومحيطا وملقى عليكم أَمَنَةً مِنْهُ منصوب على العلية بفعل مترتب على الفعل المذكور اى يغشيكم النعاس فتنعسون أمنا كائنا من الله تعالى لا كلالا



واعياء فيتحد الفاعلان لان الامن فعل النعاس قال فى التأويلات النجمية يشير الى ان النعاس فى المعركة عند مواجهة العدو والامن منه بدل الخوف انما هو من تقليب الحال الى ضده بامر التكوين كما قال تعالى للنار يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ فكانت كذلك قال للخوف كن أمنا على محمد وأصحابه فكان انتهى وعن ابن مسعود رضى الله عنه النعاس عند القتال أمن من الله تعالى وهو فى الصلاة من الشيطان قال الحسن ان للشيطان ملعقة ومكحلة فملعقته الكذب ومكحلته النوم عند الذكر وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ اى بذلك الماء يعنى المطر من الحدث والجنابة وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ اى وسوسته وتخويفه إياكم من العطش ويقال أراد بالرجز الجنابة التي أصابتهم بالاحتلام فان الاحتلام انما يكون من رجز الشيطان اى تخييله ووسوسته ولذلك قال بعضهم من كتب اسم عمر على صدره لم يحتلم فان الشيطان كان يفر منه ويسلك فجا غير الفج الذي اقبل هو منه وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ الربط الشد والتقوية وعلى صلة. والمعنى وليربط قلوبكم ويشدها ويقويها بجعلها واثقة بلطف الله تعالى وكرمه وجىء بكلمة على للايذان بان قلوبهم امتلأت من ذلك الربط حتى كأنه علا عليها وارتفع فوقها وَيُثَبِّتَ بِهِ اى بذلك الماء الْأَقْدامَ حتى لا تسوخ فى الرمل ويجوز ان يكون الضمير للربط فان الاقدام انما تثبت فى الحرب بقوة القلب وتمكن الصبر والجراءة فيه

دلا در عاشقى ثابت قدم باش ... كه در اين ره نباشد كار بي اجر

ج 3 ص 320





....................