وَقَدْ کَانَ الْحَسَنُ وَسَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ وَالشَّعْبِیُّ وَسَائِرُ التَّابِعِینَ یَأْخُذُونَ أَرْزَاقَهُمْ مِنْ أَیْدِی هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةِ لَا عَلَى أَنَّهُمْ کَانُوا یَتَوَلَّوْنَهُمْ وَلَا یَرَوْنَ إمَامَتَهُمْ وَإِنَّمَا کَانُوا یَأْخُذُونَهَا عَلَى أَنَّهَا حُقُوقٌ لَهُمْ فِی أَیْدِی قَوْمٍ فَجَرَةٍ وَکَیْفَ یَکُونُ ذَلِکَ عَلَى وَجْهِ مُوَالَاتِهِمْ وَقَدْ ضَرَبُوا وَجْهَ الْحَجَّاجِ بِالسَّیْفِ وَخَرَجَ عَلَیْهِ مِنْ الْقُرَّاءِأَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ هُمْ خِیَارُ التَّابِعِینَ وَفُقَهَاؤُهُمْ فَقَاتَلُوهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بِالْأَهْوَازِ ثُمَّ بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ بِدَیْرِ الْجَمَاجِمِ مِنْ نَاحِیَةِ الْفُرَاتِ بِقُرْبِ الْکُوفَةِ وَهُمْ خَالِعُونَ لِعَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ لَاعِنُونَ لَهُمْ مُتَبَرِّئُونَ مِنْهُمْ وَکَذَلِکَ کَانَ سَبِیلُ مَنْ قَبْلَهُمْ مَعَ مُعَاوِیَةَ حِینَ تَغَلَّبَ عَلَى الْأَمْرِ بَعْدَ قَتْلِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَقَدْ کَانَ الْحَسَنُ وَالْحُسَیْنُ یَأْخُذَانِ الْعَطَاءَ وَکَذَلِکَ مَنْ کَانَ فِی ذَلِکَ الْعَصْرِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَهُمْ غَیْرُ مُتَوَلِّینَ لَهُ بَلْ مُتَبَرِّئُونَ مِنْهُ عَلَى السَّبِیلِ الَّتِی کَانَ عَلَیْهَا عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ إلَى أَنْ تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى جَنَّتِهِ وَرِضْوَانِهِ فَلَیْسَ إذًا فِی وِلَایَةِ الْقَضَاءِ مِنْ قِبَلِهِمْ وَلَا أَخْذِ الْعَطَاءِ مِنْهُمْ دَلَالَةٌ عَلَى تَوْلِیَتِهِمْ وَاعْتِقَادِ إمَامَتِهِمْ
الجصاص الرازی الحنفی، أبو بکر أحمد بن علی (متوفاى370هـ) ، أحکام القرآن ، ج1، ص 88، تحقیق : محمد الصادق قمحاوی ، ناشر : دار إحیاء التراث العربی - بیروت – 1405هـ .
..........................