أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 ديسمبر 2019

وثيقة // الألباني ⬅ أين هذا النص الذي يثبت كونه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟

الكتاب: التوسل أنواعه وأحكامه المؤلف: أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (المتوفى: 1420هـ) المحقق: محمد عيد العباسي الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع - الرياض الطبعة: الطبعة الأولى 1421 هـ - 2001 م عدد الأجزاء: 1
 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
--------------------------------------------------------


وأمر آخر نذكره في هذه المناسبة وهو أن من المقرر لدى علماء الأصول أنه لابد لاعتبار المناط في حكم ما من أن يكون قد ورد تعيينه في نص من كتاب أو سنة، ولا يكفي فيه الاعتماد على الظن والاستنباط.


وإذا عدنا إلى ما ذكره الدكتور وجدنا أنه قد ادعى مناطاً ليس عليه شبة دليل من الكتاب والسنة، وإنما عمدته في ذلك مجرد الظن والوهم، فهل هكذا يكون العلم وإثبات الحقائق الشرعية عند الدكتور الذين يُعَنْون لبعض كتبه بأنها "أبحاث في القمة"؟

وأمر ثالث وأخير وهو أن الدكتور قد ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق. وهذه عقيدة، وهي لا تثبت عنده1، إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة2، أي بآية قطعية الدلالة، أو حديث متواتر قطعي الدلالة، فأين هذا النص الذي يثبت كونه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟

ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، ومن شاء التفصيل فعليه بشرح عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله، "ص337-348، طبعة المكتب الإسلامي بتحقيقي".

ص 149







.....................

الاثنين، 16 ديسمبر 2019

وثيقة // رجل من الْجِنّ يُقَال لَهُ قاضي الْجِنّ واسْمه شمهورش أدْرك الإمام مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري وَأخذ عَنهُ

الكتاب: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) الناشر: دار المعرفة - بيروت عدد الأجزاء: 2 
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] 
-----------------------------------------------------


علم الأديان والأبدان جيد الْفَهم فصيح اللِّسَان حسن الْعبارَة حسن الإشارة قد عرف كثيراً من الْبِلَاد كمصر وَالشَّام وَالْعراق (والحرمين وَدخل إلى الروم دفعات واتصل بعلماء الْبِلَاد وأعيانها وملوكها وَأخْبرنَا عَن هَذِه الْبِلَاد وَأَهْلهَا بأحسن الأخبار مَعَ صدق لهجة وتحر للصدق وَكتب إليّ من شعره بنظم فائق رائق



وَمن جملَة ماخبرنا بِهِ من خبر عَجِيب ونبأ غَرِيب وَهُوَ أَنه وجد في جبل قيسون من جبال الشَّام رجل من الْجِنّ يُقَال لَهُ قاضي الْجِنّ واسْمه شمهورش وَأَنه أدْرك الإمام مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري وَأخذ عَنهُ فأخبرنا صَاحب التَّرْجَمَة قَالَ أخبرنَا السَّيِّد إسماعيل بن عبد الله الأيدين جكلي نِسْبَة إلى قَرْيَة بالروم قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد المنينى نزيل دمشق الشَّام قَالَ أخبرنَا عبد الْغنى بن اسماعيل النابلسى عَن القاضى شمهورش قاضى الْجِنّ بِصَحِيح البخارى عَن البخاري وَمِمَّا أخبرنَا بِهِ صَاحب التَّرْجَمَة أَن اعْتِمَاد حنفية هَذَا الزَّمَان في جَمِيع ديار الروم وَالشَّام ومصر وَغَيرهَا فِي الْفِقْه على مؤلفين أَحدهمَا مؤلف الملاخسرو الرومي الْمُسَمّى الدُّرَر وَالْغرر متْنا وشرحاً والمؤلف الآخر لمُحَمد أفندي مفتي دمشق الْمُسَمّى الدر الْمُخْتَار وَاسْتشْهدَ فِي خطْبَة الْكتاب بقول الْقَائِل

(ترى الْفَتى يُنكر فضل الْفَتى ... في وقته حَتَّى إذا مَا ذهب)

(يحثه الْحِرْص على نُكْتَة ... يَكْتُبهَا عَنهُ بِمَاء الذَّهَب)

وَأخْبرنَا أَن هَذَا مُحَمَّد أفندي من أهل الْقرن الحادى عشر وَقد طلب صَاحب التَّرْجَمَة بعض مؤلفاتي فأعطيته الدُّرَر وَشَرحهَا الدراري وَقد كتب إليّ من نظمه شعراً فائقاً قد ذكرته في مجموعي فَليرْجع إليه
ج 1 ص 407













.................

الخميس، 12 ديسمبر 2019

وثيقة // الزنديق بن عبد الوهاب النَّجْدِي مجدد عقيدة التجسيم كان رجلًا بليدًا قليلَ العلمِ يتسارع إلى الحكم بالكفر


الكتاب: فيض الباري على صحيح البخاري المؤلف: (أمالي) محمد أنور شاه بن معظم شاه الكشميري الهندي ثم الديوبندي (المتوفى: 1353هـ) المحقق: محمد بدر عالم الميرتهي، أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية بدابهيل (جمع الأمالي وحررها ووضع حاشية البدر الساري إلى فيض الباري) الناشر: دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1426 هـ - 2005 م عدد الأجزاء: 6
 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] 
----------------------------------------------------


أعلى من مسلم. وكان مسلم يستعين منه في أشياء. وأما التِّرمذي فهو ساكت. وأما ابن سيد الناس والدُّمياطي فإنهما في ثلج الصدر عن الإمام ويوقرانه ويبجلانه حتى أنه مرّ على إسناد فيه الإمام الأعظم فصححه. وأما العراقي فلا يدري حاله إلا أن سلسلة تلمذته انتهت على المارديني وهو حنفي، فالله أعلم أنه هل تأدب لهذا التلمذة أم لا. بقي الحافظ ابن حجر، وهو ضَرُّ الحنفية بما استطاعه حتى أنه جمع مثالب الإمام الطحاوي والطعون فيه، مع أن أبا جعفر الطحاوي إمام عظيم لم يبلغ إلى أحد من أئمة الحديث خبره إلا حضره عنده بمصر وجلس في حلقة أصحابه وتتلمذ عليه.



والحافظ البدر العيني أسنّ من الحافظ ابن حجر، وقد سمع عليه ابن حجر حديثًا من مسلم، وحديثين من مسند أحمد
 (1)



(قال يسروا الخ .. )
 أخذ المضمون طردًا وعكسًا وهو من باب المحسنات.



13 - باب مَنْ جَعَلَ لأَهْلِ الْعِلْمِ أَيَّامًا مَعْلُومَةً

70 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِى كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ أَمَا إِنَّهُ يَمْنَعُنِى مِنْ ذَلِكَ أَنِّى أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّى أَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّلُنَا بِهَا، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. طرفاه 68، 6411 - تحفة 9298

يريد أن مثل هذه التعينات لا تُعَدُّ بِدعةً، والبدعة عندي ما لا تكون مستندةً إلى الشرع، وتكون ملتبسةً بالدين، ولذا يقال إن الرسوم التي جرت في المصائب بدعة دون التي في مواضع السرور، كالأنكحة وغيرها فإن الأولى تُعَد كأنّها من الدين فتلتبس به بخلاف الثانية. والسر فيه أن رسوم المَسَرات أكثرُهَا تكون من باب اللهو واللعب فلا تلتبس بالدين عند سليم الفطرة، بخلاف رسوم نحو الموت فإن غالبَهَا يكون من جنس العبادات فيتحقق فيها الالتباس

فائدة: وفي محق الرُّسُومات كتاب للشاه إسماعيل رحمه الله تعالى سماه: «إيضاح الحق الصريح» وهو أجود من كتابه «تقوية الإيمان» فإنه يحتوي على مضامينَ علمية، وكتابه «تقوية الإيمان» فيه شدة فَقَلَّ نفعه، حتى إن بعض الجهلة رموه بالكفر من أجل هذا الكتاب. قلت وجميع ما فيه موجود في كتاب «الاعتصام» للشاطبي رحمه الله تعالى. والله الهادي إلى الصواب. أما محمد بن عبد الوهاب النَّجْدِي فإنه كان رجلًا بليدًا قليلَ العلمِ، فكان يتسارع إلى الحكم بالكفر ولا ينبغي أن يقتحم في هذا الوادي إلا من يكون متيقِّظًا متقِنًا عارفًا بوجوه الكفر وأسبابِهِ

----------------------------------------------------

(1) قلت وقد ذكر الشيخ رحمه الله تعالى أمورًا أخرى وما كنت قدرت على ضبطها بوجهها فتركت مني اشياء من البين فلذا تركت تلك السطور الناقصة لخلل في المراد. 







..............

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

وثيقة // أبن باز يصرح ان فقهاء الصحابة قاتلوا مع علي؛ لأنه أولى الطائفتين بالحق، وناصروه ضد الخوارج، وضد البغاة الذين هم من أهل الشام؛ لما عرفوا الحق، وأن عليا مظلوم، وأن الواجب أن ينصر، وأنه هو الإمام الذي يجب أن يتبع، وأن معاوية ومن معه بغوا عليه بشبهة قتل عثمان.

الكتاب: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله المؤلف: عبد العزيز بن عبد الله بن باز (المتوفى: 1420هـ) أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر عدد الأجزاء: 30 جزءا
 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
------------------------------------------


المظلوم والمبطل من المحق فالواجب أن يكون مع المحق ومع المظلوم ضد الظالم وضد المبطل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل يا رسول الله كيف أنصره ظالما؟ قال تحجزه عن الظلم فذلك نصره (1) » أي منعه من الظلم هو النصر.


ولما وقعت الفتنة في عهد الصحابة رضي الله عنهم اشتبهت على بعض الناس وتأخر عن المشاركة فيها بعض الصحابة؛ من أجل أحاديث الفتن، كسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن مسلمة، وجماعة رضي الله عنهم، ولكن فقهاء الصحابة الذين كان لهم من العلم ما هو أكمل قاتلوا مع علي؛ لأنه أولى الطائفتين بالحق، وناصروه ضد الخوارج، وضد البغاة الذين هم من أهل الشام؛ لما عرفوا الحق، وأن عليا مظلوم، وأن الواجب أن ينصر، وأنه هو الإمام الذي يجب أن يتبع، وأن معاوية ومن معه بغوا عليه بشبهة قتل عثمان. والله جل وعلا يقول في كتابه العظيم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} (2) ما قال فاعتزلوا؛ قال: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (3) فإذا عرف الظالم وجب أن يساعد المظلوم لقوله سبحانه: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (4) والباغون في عهد الصحابة معاوية وأصحابه والمعتدلة علي وأصحابه فبهذا نصرهم أعيان الصحابة نصروا عليا وصاروا معه كما هو معلوم. وقال في هذا المعنى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في قصة الخوارج: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق (5) » فقتلهم علي وأصحابه وهم أولى الطائفتين بالحق. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عمار: «تقتل عمارا الفئة الباغية (6) » فقتله معاوية وأصحابه في وقعة صفين.


ج 6 ص 88







....................

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

وثيقة // رجال من الأزد يأخذون بعر جمل عائشة الفاحشة و فيفتونه ويشمونه، ويقولون: بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك

الكتاب: الكامل في التاريخ المؤلف: أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (المتوفى: 630هـ) تحقيق: عمر عبد السلام تدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1417هـ / 1997م عدد الأجزاء: 10
 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
------------------------------------

وَإِنَّمَا تَمَثَّلَهَا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَمِرَانِ الْهَمْدَانِيُّ:



جَرَّدْتُ سَيْفِي فِي رِجَالِ الْأَزْدِ ... أَضْرِبُ فِي كَهَوْلِهِمْ وَالْمُرْدِ



كُلَّ طَوِيلِ السَّاعِدَيْنِ نَهْدِ



وَرَجَعَتْ رَبِيعَةُ الْكُوفَةَ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَقُتِلَ عَلَى رَايَتِهِمْ، وَهُمْ فِي الْمَيْسَرَةِ: زَيْدٌ، وَعَبْدُ بْنِ رَقَبَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ رَاشِدِ بْنِ سَلْمَى وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ هَدَيْتَنَا مِنَ الضَّلَالَةِ، وَاسْتَنْقَذْتَنَا مِنَ الْجَهَالَةِ، وَابْتَلَيْتَنَا بِالْفِتْنَةِ، فَكُنَّا فِي شُبْهَةٍ وَعَلَى رِيبَةٍ وَقَتْلٍ. وَاشْتَدَّ الْأَمْرُ حَتَّى لَزِقَتْ مَيْمَنَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِقَلْبِهِمْ وَمَيْسَرَةُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بِقَلْبِهِمْ، وَمَنَعُوا مَيْمَنَةَ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ يَخْتَلِطُوا بِقَلْبِهِمْ وَإِنْ كَانُوا إِلَى جَنْبِهِمْ، وَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ مَيْسَرَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِمَيْمَنَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا رَأَى الشُّجْعَانُ مِنْ مُضَرِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ الصَّبْرَ تَنَادَوْا: طَرِّفُوا إِذَا فَرَغَ الصَّبْرُ، فَجَعَلُوا يَقْصِدُونَ الْأَطْرَافَ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلَ، فَمَا رُؤِيَ وَقْعَةٌ كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْهَا قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، وَلَا أَكْثَرَ ذَرَاعًا مَقْطُوعَةً وَلَا رِجْلًا مَقْطُوعَةً، وَأُصِيبَتْ يَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابٍ قَبْلَ قَتْلِهِ. فَنَظَرَتْ عَائِشَةُ مِنْ يَسَارِهَا فَقَالَتْ: مَنِ الْقَوْمُ عَنْ يَسَارِي؟ قَالَ صَبْرَةُ بْنُ شَيْمَانَ: بَنُوكِ الْأَزْدُ. فَقَالَتْ: يَا آلَ غَسَّانَ حَافِظُوا الْيَوْمَ [عَلَى] جِلَادِكُمُ الَّذِي كُنَّا نَسْمَعُ بِهِ، وَتَمَثَّلَتْ:

وَجَالَدَ مِنْ غَسَّانَ أَهْلُ حِفَاظِهَا ... وَهِنْبٌ وَأَوْسٌ جَالَدَتْ وَشَبِيبُ

فَكَانَ الْأَزْدُ يَأْخُذُونَ بَعْرَ الْجَمَلِ يَشُمُّونَهُ وَيَقُولُونَ: بَعْرُ جَمَلِ أُمِّنَا رِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ. وَقَالَتْ لِمَنْ عَنْ يَمِينِهَا: مَنِ الْقَوْمُ عَنْ يَمِينِي؟ قَالُوا: بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ. قَالَتْ: لَكُمْ يَقُولُ الْقَائِلُ:

وَجَاؤُوا إِلَيْنَا فِي الْحَدِيدِ كَأَنَّهُمْ ... مِنِ الْعِزَّةِ الْقَعْسَاءِ بَكْرُ بْنُ وَائِلِ

إِنَّمَا بِإِزَائِكُمْ عَبْدُ الْقَيْسِ. فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ. وَأَقْبَلَتْ عَلَى كَتِيبَةٍ بَيْنَ

ج 2 ص 306





الكتاب: تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) (صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي، المتوفى: 369هـ) الناشر: دار التراث - بيروت الطبعة: الثانية - 1387 هـ عدد الأجزاء: 11 
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
-----------------------------------------------

وراشد ثُمَّ أخذها منقذ بن النُّعْمَانِ، فدفعها إِلَى ابنه مرة بن منقذ، فانقضى الأمر وَهِيَ فِي يده، وكانت راية بكر بن وائل من أهل الْكُوفَة فِي بني ذهل، كَانَتْ مع الْحَارِث بن حسان بن خوط الذهلي، فَقَالَ أَبُو العرفاء الرقاشي: أبق عَلَى نفسك وقومك، فأقدم وَقَالَ: يَا معشر بكر بن وائل، إنه لَمْ يَكُنْ أحد لَهُ من رسول الله ص مثل منزلة صاحبكم، فانصروه، فأقدم، فقتل وقتل ابنه وقتل خمسة إخوة لَهُ، فَقَالَ لَهُ يومئذ بشر بن خوط وَهُوَ يقاتل:

أنا ابن حسان بن خوط وأبي ... رسول بكر كلها إِلَى النَّبِيّ

وَقَالَ ابنه:

أنعى الرئيس الْحَارِث بن حسان ... لآل ذهل ولآل شيبان

وَقَالَ رجل من ذهل:

تنعى لنا خير امرئ من عدنان ... عِنْدَ الطعان ونزال الأقران

وقتل رجال من بنى محدوج، وكانت الرياسة لَهُمْ من أهل الْكُوفَة، وقتل من بني ذهل خمسة وثلاثون رجلا، فَقَالَ رجل لأخيه وَهُوَ يقاتل: يَا أخي، مَا أحسن قتالنا إن كنا عَلَى حق! قَالَ: فإنا عَلَى الحق، إن الناس أخذوا يمينا وشمالا، وإنما تمسكنا بأهل بيت نبينا، فقاتلا حَتَّى قتلا وكانت رياسة عبد القيس من أهل الْبَصْرَة- وكانوا مع على- لعمرو بن مرحوم، ورياسه بكر بن وائل لشقيق بن ثور، والراية مع رشراشه مولاه، ورياسه الأزد من أهل الْبَصْرَة- وكانوا مع عَائِشَة- لعبد الرَّحْمَن بن جشم بن أبي حنين الحمامي- فِيمَا حَدَّثَنِي عَامِر بن حفص، ويقال لصبرة بن شيمان الحداني- والراية مع عَمْرو بن الأشرف العتكي، فقتل وقتل مَعَهُ ثلاثة عشر رجلا من أهل بيته.

حَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو لَيْلَى، عن أبي عكاشة الهمداني، عن رفاعة البجلي، عن ابى البختري الطائي، قال:

ج 4 ص 522




أطافت ضبة والأزد بعائشة يوم الجمل، وإذا رجال من الأزد يأخذون بعر الجمل فيفتونه ويشمونه، ويقولون: بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك، ورجل من أَصْحَاب علي يقاتل ويقول:

جردت سيفي فِي رجال الأزد ... أضرب فِي كهولهم والمرد

كل طويل الساعدين نهد.

وماج الناس بعضهم في بعض، فصرخ صارخ: اعقروا الجمل، فضربه بجير بن دلجة الضبي من أهل الْكُوفَة، فقيل لَهُ: لم عقرته؟ فقال:

رايت قومى يقتلون، فخفت أن يفنوا، ورجوت إن عقرته أن يبقى لَهُمْ بقية.

حَدَّثَنِي عمر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصلت بن دينار، قَالَ: انتهى رجل من بني عقيل إِلَى كعب بن سور- رحمه اللَّه- وَهُوَ مقتول، فوضع زج رمحه فِي عينيه، ثُمَّ خضخضه، وَقَالَ: مَا رأيت مالا قط أحكم نقدا مِنْكَ.

حدثني عمر، قال: حدثنا أبو الحسن، قال: حَدَّثَنَا عوانة، قَالَ:

اقتتلوا يوم الجمل يَوْمًا إِلَى الليل، فَقَالَ بعضهم:

شفى السيف من زَيْد وهند نفوسنا ... شفاء ومن عيني عدي بن حاتم

صبرنا لَهُمْ يَوْمًا إِلَى الليل كله ... بصم القنا والمرهفات الصوارم

وَقَالَ ابن صامت:

يَا ضب سيري فإن الأرض واسعة ... عَلَى شمالك إن الموت بالقاع

كتيبة كشعاع الشمس إذ طلعت ... لها أتي إذا مَا سال دفاع

إذا نقيم لكم فِي كل معترك ... بالمشرفية ضربا غير إبداع

حَدَّثَنَا العباس بن مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا روح بن عبادة، قَالَ: حَدَّثَنَا روح، عن أبي رجاء، قَالَ: رأيت رجلا قَدِ اصطلمت أذنه، قلت:


ج 4 ص 523


اا



الكتاب إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ) المحقق: محمد عبد الحميد النميسي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م عدد الأجزاء: 15
 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
------------------------------------------------

وأخوه سيحان وارتث صعصعة أخوهما واشتدت الحرب، فلما رأى علي ذلك بعث إلى ربيعة وإلى اليمن أن أجمعوا من يليكم، فقام رجل من عبد القيس من أصحاب عليّ فقال: ندعوكم إلى كتاب اللَّه، فقالوا: وكيف يدعونا إليه من لا يستقيم ولا يقيم حدود اللَّه وقد قتل كعب بن سور داعي اللَّه! ورمته ربيعة رشقا واحدا فقتلوه، فقام مسلم بن عبد اللَّه العجليّ مكانه فرشقوه رشقا واحدا فقتلوه، ودعت يمن الكوفة يمن البصرة فرشقوهم، وأبى أهل الكوفة القتال ولم يريدوا إلا عائشة، فذكرت أصحابها فاقتتلوا حتى تنادوا فتحاجزوا، ثم رجعوا فاقتتلوا وتزاحف الناس وظهرت يمن البصرة على يمن الكوفة فهزمتهم، وربيعة البصرة على ربيعة الكوفة فهزمتهم، ثم عاد يمنّ الكوفة فقتل على رايتهم عشرة، خمسة من همدان وخمسة من سائر اليمن ورجعت ربيعة الكوفة فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل على رايتهم، وهم في المسيرة: زيد وعبد اللَّه بن رقبة وأبو عبيدة بن راشد بن سلمى وهو يقول: اللَّهمّ أنت هديتنا من الضلالة واستنقذتنا من الجهالة، وابتليتنا بالفتنة فكنا في شبهة وعلى ريبة، وقتل واشتد الأمر حتى لزقت ميمنة أهل الكوفة بقلبهم وميسرة أهل البصرة بقلبهم ومنعوا ميمنة أهل الكوفة بميمنة أهل البصرة، فلما رأى الشجعان من مضر الكوفة والبصرة الصبر تنادوا: طرفوا إذا فرغ الصبر، فجعلوا يقصدون الأطراف الأيدي والأرجل، فما رئي وقعة كانت أعظم منها قبلها ولا بعدها ولا أكثر ذراعا مقطوعة ولا رجلا مقطوعة، وأصيب يد عبد الرحمن بن عتّاب قبل قتله، فنظرت عائشة من يسارها فقالت: من القوم عن يساري؟ قال صبرة بن شيمان: بنوك الأزد، فقالت: يا آل غسان حافظوا اليوم على جلادكم الّذي كنا نسمع به، فكان الأزد يأخذون بعر الجمل يشمونه ويقولون: بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك، وقالت لمن عن يمينها: من القوم عن يميني؟ قال: بكر بن وائل، قالت: إنما بإزائكم عبد القيس، فاقتتلوا أشد من قتالهم قبل ذلك، وأقبلت على كتيبة بين يديها فقالت: من القوم؟ قالوا: بنوا ناجية، قالت: بخ بخ سيوف أبطحية قرشية! فجالدوا جلادا يتفادى منه، ثم أطافت بها بنو ضبة فقالت: ويها جمرة الجمرات! فلما رقوا خالطهم بنو عدي بن عبد مناة وكثروا
ج 13 ص 245



الكتاب: نهاية الأرب في فنون الأدب المؤلف: أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، شهاب الدين النويري (المتوفى: 733هـ) الناشر: دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة الطبعة: الأولى، 1423 هـ عدد الأجزاء: 33 
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
---------------------------------------------


فكانت الأزد يأخذون [1] بعر الجمل فيشمّونه ويقولون: بعر جمل أمّنا ريحه ريح المسك!.